"وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذى يراك وتقلبك فى الساجدين إنه هو السميع العليم "المعنى وأبلغ ناسك الدانين وذل نفسك لمن أطاعك من المصدقين فإن خالفوك فقل إنى معتزل لما تفعلون واحتمى بطاعة الغالب النافع الذى يعلم بك وقت تصحو أى تحركك مع الطائعين إنه هو الخبير المحيط ،يطلب الله من نبيه (ص)أن ينذر عشيرته الأقربين والمراد أن يبلغ الوحى لناسه الدانين وهم أهل أم القرى مصداق لقوله بسورة الشورى "لتنذر أم القرى "وأن يخفض جناحه لمن تبعه من المؤمنين والمراد وأن يذل نفسه لمن أطاعه من المصدقين وهذا يعنى أن يجعل نفسه خادما للمصدقين به وهو ما سماه الله اللين لهم مصداق لقوله بسورة آل عمران "فبما رحمة من ربك لنت لهم "ويبين له أنهم عصوه أى خالفوه فى الدين فعليه أن يقول لهم :إنى برىء مما تعملون والمراد إنى معتزل لما تفعلون والمراد إنى تارك لدينكم الذى تطيعون،ويطلب الله منه أن يتوكل على العزيز الرحيم والمراد أن يحتمى بطاعة وحى الناصر لمطيعيه النافع لمطيعيه ،وهو الذى يراه حين يقوم والمراد الذى يعلم به وقت يصحو وفسر هذا بأن يعلم بتقلبه فى الساجدين أى بتحركه مع الخلق المطيعين ومع أنه قال يراك فإنه ذيلها بأنه السميع وهذا يعنى أن الرؤية هى السمع وهى العلم والمراد أنه السميع العليم أى الخبير المحيط بكل شىء .