"وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين ولا يصدنك عن آيات الله بعد أن أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها أخر لا إله إلا هو كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون "المعنى وما كنت تريد أن ينزل عليك الوحى إلا نفع من إلهك فلا تصبحن ناصرا للكاذبين ولا يردنك عن أحكام الله بعد إذ ألقيت إليك وناد إلهك ولا تصبحن من الكافرين ولا تعبد مع الرب ربا أخر لا رب إلا هو كل مخلوق فان إلا جزاءه له الأمر وإليه تعودون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه ما كان يرجو أن يلقى إليه الكتاب والمراد أنه ما كان يريد أن يوحى له القرآن وبيانه إلا رحمة من ربه والمراد إلا نفع من خالقه وهذا يعنى أنه أراد من إلقاء الوحى له الخير له من عند الله وينهاه الله أن يكون ظهيرا للكافرين والمراد ألا يكون نصيرا أى مطيعا لحكم المكذبين لحكم الله وفسر هذا بقوله لا يصدنك عن آيات لله بعد إذ أنزلت إليه والمراد لا يردنك عن طاعة أحكام الرب أحد بعد أن أوحيت لك وفسر هذا بقوله وادع إلى ربك والمراد وأطع حكم إلهك وفسر هذا بقوله ولا تكونن من المشركين أى "فلا تكونن من الجاهلين"كما قال بسورة الأنعام والمراد لا تصبحن من الكافرين وفسر هذا بقوله ولا تدع مع الله إلها أخر والمراد ولا تطع مع حكم الله حكم رب أخر مزعوم ،ويبين له أن لا إله أى لا رب إلا الله وأن كل شىء وهو كل مخلوق هالك إلا وجهه والمراد كل مخلوق فان إلا جزاء الله وهو الجنة والنار وإليه ترجعون أى تعودون أى تحشرون مصداق لقوله بسورة الملك "وإليه تحشرون "والمراد وإلى وجه وهو جزاء الله تعودون بعد الموت والخطاب وما قبله وما قبله وما قبله للنبى(ص) .